الأحد، 13 أبريل 2014

الطبقات الاجتماعية في اليمن

حب التعالي و الاحتقار والازدراء بالآخرين من الجاهلية فجاءت الشريعة الإسلامية لتعالج ذلك المراض وتؤسس مبدأ {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}, وظل رسولنا صلى الله عليه وسلم يحارب هذا الداء فأسس كيانا إسلامياً مبدؤه (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره).
لم يعرف التاريخ اليمني قديماً مشكلة الطبقية الا من باب الرق ، الا انها تفشت بعد ذلك في المجتمع اليمني مع ظهور دويلات الكهنوت، فسادت عادة الاستعلاء وتحقير الأخر وتفشت وتزاحم القوم في الانتساب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة فمنهم الغساسنة كالرسوليين او ابناء عمر بن عبدالعزيز كالطاهريين او ال البيت من الزيدية ورغم أننا لا نطعن في نسب أحد إلا أنّ هذه المزاعم تحتاج إلى برهان فبحبهم للاستعلاء في المقابل رموا غيرهم بأصول تحتاج ايضاً الى اثبات ( زط – غجر – عبسي- خادم...... )
وسنتطرق بإيجاز لمعرفة بعضها :

1-         الــزط :
مصطلح يطلق على مجموعة قبائل هندية سمراء البشرة ,اندفعت من سواحل باكستان , وبدأ انتشارهم في سواحل شبة الجزيرة العربية , بأفواج متفرقة ثم  توغلوا نحو الداخل تدريجيا وكانوا يستأجرون ليكونوا مقاتلين مرتزقة, وقد استقرت مجموعات كبيره منهم في البصرة حتى إن أحد أحيائها حمل اسمهم , فيما قطن الزط أهوار العراق ليعملوا في الزراعة الرعوية.
 استغلهم الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فدعم بهم ثغور الشام البحرية , لما عرفوا به من جلًد وتحرًس في القتال البحري .
حين تولى الخليفة العباسي المأمون عام201 هـ الحكم ثاروا الزط على الخليفة العباسي المأمون وقطعوا الطرقات , تعاظمت ثورتهم عام205 هـ تحكموا بالمنطقة بأكملها مما اضطر الخليفة العباسي المأمون بتوجيه جيوشه لحرب الزط, بعد إن قطعوا الطريق بين وسط العراق وجنوبه , واستمرت هذه الثورة بعد وفاة المأمون حتى مجيء القائد العسكري المعتصم فتفرغ لمشاكل الدولة ومنها الزط في مقدمة اهتماماته , فأرسل أشهر قواد الدولة وهو عجيب بن عنيبسة عام219 هـ لحربهم , فهاجم مواقعهم حتى ظفر بهم واستسلموا جميع رجال الزط , وفي عام241 هـ استاقوا الزط قاطبتاً ومعهم ممتلكاتهم إلى داخل بلاد الروم، لتبدأ رحلة الشتات الكبرى للزط في أوربا متفرقين إلى جماعات قليلة حيث دخلوا أوربا, ولكن لم يرحل كل الزط من الدولة الاسلامية بل بقي قلة منهم, وفي اليمن فرض عليهم زراعة الثوم والبصل والفجل والكراث , وامتهان الحلاقة وذبح الحيوانات، يحتل  الزط مرتبة متدنية في الترتيب الاجتماعي اليمني، فهم رتبوا على حسب القانون الامامي في اسفل الهرم ، وبالتالي يمنع عليهم الزواج من بنات الطبقات الاعلى منهم.

2-         الغجر : جماعة من الناس فوضويون وغير متأدبين ولا عندهم ذوق وفهم وقد يكونوا من اجناس شتى فلا تحديد عند اليمنين لهم حسب علمي الا ان اللفظ يطلق بعمومه وينطبق عليهم ما ينطبق على الزط.

3-        الاخدام :
(علي بن مهدي بن محمد بن علي بن داوود بن محمد الرعيني الحميري) كان والده زاهداً متبتلاً يسكن قرية (العنيزة)-بوادي سهام –وقد نشأ علي بن مهدي على طريقة والده، وجعل يسافر حاجاً إلى بيت الله الحرام –مكة –كما يتردد على (زبيد)محاولاً احتلالها، وتحريرها من حكم آل نجاح، وكان عالماً متصوفاً وخطيباً مصقعاً، وكثيراً ما حذر في خطبه ورسائله من خدمة الملوك والاقتراب منهم، وقد لمع اسمه عام (531هـ)، واشتهر في الجبال وتهامة بالزهد وكثرة العبادة، وفي عام (546هـ) توجه على رأس قوة إلى مدينة (القصبيب) في أطراف زبيد –واستدعى عدداً من قومه، وألقى فيهم خطاباً حثهم فيه على الثورة ضد الأحباش آل نجاح وكان مما قاله: والله ما جعل اللهُ فناءَ الحبشة إلا بي وبكم، وعَمَّا قليل سوف تعلمون. والله العظيم رب محمد، وموسى، وإبراهيم أتى عليهم ريح عاد، وصيحة ثمود، وإني أحدثكم فلا أكذبكم، وأعدكم ولا أخلفكم، وإن كنتم قليلاً لَتَكثُرنَّ، أو ضعافاً لَتقوونَّ ولتشرفونَّ، وأذلاء لتعزونَّ حتى تصيروا حديثاً في العرب والعجم الثأر( ليجزي الله الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى). فالثأر الثأر – الأناةَ الأناةَ – فوحقِّ الله العظيم على كل موحد مؤمن لأخدمنكم بنات الحبشة وإخوانهم، ولأخولنكم أموالهم وأولادهم، ثم تلى قول الله سبحانه وتعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) .
ثم صعد إلى حصن يقال له (الشرف) وفيه قوم من خولان وسماهم بالأنصار، كما سمي الذين جاءوا معه المهاجرين، وجعل للمهاجرين نقيباً وللأنصار نقيباً، وسماهم شيخي الإسلام، وكان لا يدخل عليه في الغالب غيرهما لشدة احتراسه وسوء ظنه ببعض أصحابه، وقد أمر بتجهيز عدة حملات على (زبيد) بصورة متوالية واستمر في حصارها حتى أشتد البلاء على أهلها، فهاجر الكثير من ساداتها وعلمائها إلى المدن والجبال،وفي 14رجب من نفس العام تم له فتح مدينة زبيد ودخلها على رأس قوة ضخمة بعد معارك كثيرة ، فدرجت في عهده تلك التسمية الى يومنا هذا,واغلبهم قادمين من سواحل افريقيا.

4-   الاعبوس : منهم من صنفهم من الابناء الفرس وذلك مستبعد كون الابناء تشيعوا وانتقلوا الى صعده ولاتزال السمات الجسمانية لبعض السكان هناك ملحوظة  (شعر اشقر – عيون زرقاء.....) الا ان من الروايات ما يفيد ان الاعبوس تصنيفهم يعود الى زمن الحروب بين الائمة الزيدية ورفض احد القبائل الكبيرة المشاركة في المعركة وفرارها الى الى مدينة تعز ، ولم اجد ما يؤكد ذلك سوى ما إدراج في كتاب انساب عشائر محافظة تعز تأليف الاستاذ الدكتور/ قائد محمد طربوش التيمي استاذ القانون العام كلية الحقوق جامعة تعز.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

.