الثلاثاء، 8 أبريل 2014

تاريخ عمار من المراجع التاريخية (الجزء الاول)

صورة افتراضية للعماري
 (العماري) الذي لايزال الكثيرين ينتسبون اليه في اغلب المناطق التي سيطر عليها او
حصن البكرة
هجروا من عمار اليها ،  تولى قيادة تحالف قبائل عمار استناداً الى عدة امور وسمات وصفات ساهمت في اختياره فلم يشغل المنصب أخوه (ابو المعالي) صاحب المصنعة رغم ما يمتلكه من حصيلة دينية واجتماعية وثقافية اكتسبها من رحلاته الى بيت الله الحرام وعلاقاته بملوك بني طاهر والرسوليين من قبلهم واجمع كل من ارخ لتلك المرحلة على شخصيته القيادية الفريدة التي اهلته لقيادة اقوى قبائل الجبال اتخذ  حصن البكرة المعروف اليوم بحصن (صفوان) ،
على الطرف الشرقي لعمار ويحتل موقعا مهما في نهاية جبل الشعر . تحيط القرى ذات الكثافة السكانية  بالحصن وجبل الشعر  كحلقة دائرية لا تترك مجال لأي اختراق او وصول أي قوة معادية اليه (المسندة ،المشرفة ،المحجر ، القدمة ،بيت محمود ، بيت الواقدي ، الغيلي ، هجارة  ، هامه ، حجل، الرباط .....) لذلك استحق ان يكون العاصمة التاريخية لمخلاف عمار من عهد الدولة الرسولية الى نهاية عهد الدولة الطاهرية.

الحصن من الداخل وبقايا الاسوار والجامع والسد في وسط الصورة
وإذا ما حاولنا معرفة بعض الأمور المعمارية لهذه الحصن فسوف نجد إنه اخذ مكانه في الصخرة المعروفة بالصفا ويصعد اليه من باب يصعب الوصول اليه وتوجد مسالك من جبل الشعر  تسهل وصول المقاتلين وفي الطرف الامامي لجبل البكرة اقيم سد ونوبات حراسة ليسهل على سكان الحصن  كشف الوديان حين يداهمها الأعداء بالهجوم  وكان مقر الحامية العسكرية ، لوجود تدرجات تسهل وصول الخيل والدواب لنقل الامدادات والأسلحة .
اختلط على بعض المؤرخين والكتاب عن المؤسس الحقيقي لحصن البكرة والتي من المرجح انه حصن حميري كما الحصون الاخرى في عمار كحصن حنول(قمران) ، و نجد بعض احجاره الباقية وبها نقوش في بناء مسجد قرية الرباط اسفل الحصن  ، و أساسات الحصن في البناء تعطي معلومات أكثر دقة عن الحوادث التي مرت بالحصن وتشير بعض الكتابات الى أعادة  بناء الجزء الاخير منه على يد الاتراك .
قرية الرباط وضيعة جوهر من اعلى الحصن
الحصن من قرية بيت الواقدي
الا ان مما لاشك فيه ان بنو الورد هم  من بنو الحصن وسكنوه في العهد الاسلامي الى ان دمرة الطاهريين بعد الصلح معهم  وذلك من اجل صد الغزو على المخلاف اذ ان وثيقة استعادة الشعر قضائيا التي ابرزوها تؤكد بما لا يدعو للشك بتاريخها الذي يتجاوز 500 عام استقرارهم بالحصن والقرى المحيطة بها وكذلك المراجع التاريخية التي بين ايدينا  ، فقد استعان العماري بقبائل عمار  واقام هذا الحصن  وامتد سلطان قبائل عمار المتحالفة في عهد الدولة الرسولية من مدينة قعطبة الى يريم وكان هذه الحصن له الدور البارز في وقت المعركة التي هزم بها الطاهريين  تحت اسواره. ففي  سنة 859هـ الموافق 1454 م  قرر عامر بن طاهر بعد أن غادر أخيه علي الى الحج برفقة ابو المعالي اكتساح عمار التي استعصت عليه  وسار معه إخوته ومن أنضاف إليهم فأخربوا ودمروا قرى عمار وخربوا الأودية وتطلعوا للوصول الى  حصن البكرة فتجمعت قبائل عمار ووقع عليهم القتال الشديد الكثير وحمل عامر وإخوته في تلك الجبال والشعوب والتلال فعثر بداود بن طاهر جواده ووقع على الأرض وقد حمل عليه أهل عمار ضرباً بالسيوف ورمياً بالحجارة وحمل أخوه عبد الباقي بن طاهر ليدفع عنه الأعداء فوقع بعبد الباقي جواده في تلك الهيجاء فقتل داود وعبد الباقي ابني طاهر ليدفنا تحت اسوار حصن البكرة كأول ملكين من ملوك بني طاهر يسقطا في معركة، واستلب أهل عمار ومن لديهم خيلاً لهم ودروعاً وانهزم جند ابن طاهر حين ذلك وتعطف عامر في شعاب عمار هاربين به اصحابه من الموت ، فكانت انكى الهزائم في تاريخهم،تعرضت بعدها عمار لحصار خانق من قبلهم هجرت العديد من القرى من سكانها الى ان تم الصلح بينهم في عام 865هـ الموافق1460 م ،وكان اخرى من خضع للطاهريين صلحاً بعد استسلام وجهاء ومشايخ المناطق فسلم الحصن بشروط اقره بها وولاه على عمار ،الا ان ان القبائل التي جلبها الطاهريين معهم من يافع بعد ذلك ، اصبحت تعمل على تفكيك اوصال عمار.

وفي العام 922هـ الموافق1516 م  قام  الامام شرف الدين الزيدي بالاستعانة بالشراكسة المماليك للقضاء على الطاهريين الذين فروا امام زحفهم الى يافع وتركوا المقرانه لينهب خزائنها الغزاه فيما كانت قبائل عمار تنتظر الفرصة  للفتك بالخونه الذين ساقوا الغزاه واغروهم بغزوها ، ، فالتقى الجيشين في السهل الواقع بين بيت البدري والاجلب اسفل الرضمه ليبيدو جيش الغزاه عن بكرة ابية ولم يبقوا منهم سوى من اوصل الرسالة الى صنعاء، فلما علم المصريين بذلك قتلوا من اهل عمار ما يقارب 500 رجل، لم تدرج حروب الجبال في المناهج الدراسية والجامعات لاسباب يدركها الكثيرين وضلت كصفحات مجهوله من تاريخ المناطق الوسطى واليمن بل حرفت بعض النسخ المحققة من قبل الاكوع رحمة الله لطمسح الحقائق وتغييرها واخفاء اسرار الدخلاء وتاريخهم،واترك للقارئ معرفة المزيد عن هذه الشخصية بالاطلاع على المراجع المرفقة .

- الجزء الثاني
المراجع : 

- روضة الأخبار ونزهة الأزهار في حوادث اليمن الكبار والحصون والأمصار / ابن الانف
- قرة العيون بأخبار اليمن الميمون /‏ - ‏ابن الديبع
- معجم البلدان لياقوت الحموي






































.